عذاب ام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عذاب ام
في تلك الليلة التي إنتحب فيها القمر وإلتفت حوله أوشحة الحداد كان القدر المتساقط على القلوب العطشى للدفء أقسى من يد الموت حد ذاتها .....
ففي منتصف الليل والناس نيام سمع في الحي النائي صوت نحيب يتحول إلى صرخاتٍ تتحرر من بركان سخطٍ وغضب وبل هو بركان حزنٍ يتفجر في جسدٍ عاجز وروحٍ مشلولة .....
فزع السكان ليروا أقسى مما يتصور أي إنسن إنها إبنة الحي في حضنها طفلتاها وهي تصرخ بلا هوادة تداعبهما مرة وتصرخ منادية الأهل أخرى وتطلق الحزن المكبوت بصدرها بصرخاتٍ لايعلمها إلا الله
قهروحقد سخط ونقمة عذابٌ وألم ترى ماذا حدث هل أصابها الجنون ولكن كيف لاتفعل وطفلتاها الصغيرتان نعم صغيرتان بكل ماتحمل الكلمة من معنى إغتيلت برائة الطفولة في وجهيهما لقد قتلتا....!!!!!
ترى من الفاعل ولماذا..؟؟؟؟؟
أراد والدها الإقتراب فلطمت الوجه ونثرت شعرها وهي تصرخ لا إتركهما لا تأخذهما إنها الروح وهي قلبها لم تموتا بعد هناك أمل
أخذت تتوسل له بأن يتركهما ـ تأخذهما في حضنها تارة وتلقيهما أخرى تداعبهما مرة وتبكيهما مرات لقد إنهارت بكل المعاني فأخذت تنثر التراب في الوجوه من حولها وتصرخ
إرحلوا طفلتاي حيتان ....إلى أن تعبت فألقت بنفسها فوقهما تبكِ بمرارة بكاءٌ أشبه مايكون إلا بصراخ المفزوع وأخيراً بدأت تهدأ
إقتربت أمها أمسكت يدها تقبلها متوسلة بشدة أن لاتبعد الطفلتان عنها فرضخ الجميع لتلك الإرادة ـ دعيت لدخول منزل والدها فأبت إلا أن تحملهما هي
أخذت تترنح في مشيتها وتتمتم بصوتٍ جميلٍ وعذب وتغني لهما لئلا توقظهما فالليل في منتصفة
نعم إنها تغيب عن الوعي وكلما طال إحتضانها لهما زادت حالتها سوءً ولكن أقسى من القسوة إنتزاعهما منها أرسل في طلب الطبيب لعلاجها ولكنها رفضت ...
جلست في الغرفة وعادت لتلك الملامح البريئة تداعبهما وتبكيهما بهدوء ينذر بقسوة القهر الذي يجتاحها والذي لن تستطيع تحرير صدرها منه مهما صرخت ...أخذت تهذي تحاول وصف الحادث ولكن دون جدوى
عذاب الرحيل الماثل أمام عيناها أقسى من أن تحتمله ...وبدأت تصرخ وتتأوه من جديد عادت تشرح وجهها صدرها وكل ماتقع يداها عليه من ذاك الجسد المتهالك
تصرخ مع دموعٍ تحرق الحضور....قتلٌ وتعذيب ...موت قتلٌ وتعذيب حرام وتصرخ ـــــ ترى مالذي حدث ...؟
إنكبت تبكِ بجنون وتقبل تلك الوجوه لفترة ثم رفعت رأسها
أماه تقدرين مشاعر الأم يا أماه ....أسألك بالله لا يواروهما الثرى إلا بحضوري أرجوك وعادت تحتضنهما ثم مسحت دموعها ـ جلست هادئة نظرت لهما مبتسمة
حبيبتاي الرحيل وقع ولا محالة لكن لحظة الوداع لم تحن بعد لن أضيع الوقت هباء سأبقى أتأملكما حتى تبقى هذه الصورة رفيق عمري الوحيد في ذاك الدرب الحزين المظلم
أخذت تمسح الوجه والشعر لكليهما تقبل جبين هذه ووجنة تلك تبكِ على رأس واحدة وتتأوه على الأخرى وتضمهما لصدرها وتدرج الليل لحظةً تلو لحظة وتخشع لله تسأله أن يطول الليل قبل إنجلائة كانت هادئة في معظم أوقاتها ولكن الحزن المتدفق من عيناها الآة المنبعثة في كلماتها تكوي قلوب الحاضرين
كيف هي والقهر يحرقها ولما طلع النهار وبزغت الشمس نظرت في وجوهنا نظرت الضعيف الخائف من الجبار السارق
نظرت لنا وهي تضمهما لصدرها وصرخت لا لم يحن الوقت بعد إتركوهما معي حتى أتملى منهما جيداً حتى أشبع عطش القلب بهما فهما لن تعودا لي ولن أراهما مرةً أخرى إلا في منامي هذا إن غفت عيني أو رقد قلبي وسكن حزني الذي يثيره القهر فيزيد مرارته
حرامٌ عليكم إتركوهما فالنهار طويـــــــــل طويـــــــــل .....آآآآآآآآة ياليل الوداع كم كان قصير
آه أطلقتها تذبح القلوب تركوها فهي محقه ليل الوداع مهما طال فهو قصير إذ تودع هي فيه الأحبة وأي أحبة
مضى الوقت وهي تبكِ وتقبل تبكِ وتداعب مضت ساعات ثم آن الأوان وحلت اللحظات إقترب والدها وأحد أقاربه كلٌ يحمل جسداً فارقته الروح صغيراً ـ فبكت وسلمت بهدوء
مشت مع الجموع بين الطفلتين تقلب نظرها وتبك بألم يرافقها صمتٌ معذب وعندما حلت لحظة الوداع الأخير نظرت لوالدها
سامحك الله يا أبتِ لقد تعجلت لم يكتف منهما القلب بعد قبلت كلٍ منهما قبلة على الوجنات الوردية ثم اليدان ثم الجبهتان و أُخذت الأولى من حضنها نظرت لها وهي تبتسم دامعة ثم الثانية كانت تراقب مذهولة جف الدمع في عيناها وعقد لسانها بقيت مده على تلك الحالة ماثله أمام الضريحين ثم قامت مع الجمع عائدةٌ للمنزل ولما دخلته فك أسر الدموع وهي تنظر لأمها
أتعلمين يا أمي ....لم يبقى لي من ذكراهما إلا هذا الدم الذي يغرقني ـــ دخلت حجرتها القديمة بدلت ملابسها وجلست تبكِ بصمت بدت هادئة وكأن شيئاً لم يكن ولكن الطبيب حذر من أن تكون في حالة إنهيارٍ تام صامت كعذابها لذا يجب نقلها للمشفى
هناك بقيت أسبوع تعيش على المهدئ والمسكن ولكنها لا تنام ولا تكف عن الدمع الصامت
بعدها أعيدت للمنزل .... جسدٌ منهار قلبٌ مذبوح وصدرٌ مثقل بالقهر والحزن ولاشيء فيها إلا الدمع قبعت في غرفتها أيام وهي لا تكلم أحد وبل تبك بمرارة لا تنام فهي مشتاقة لا تنظر إلا لشيءٍ واحد لا يعلم سره إلا الله تمنع كل من يدخل حجرتها الإقتراب منه رغم ضعفها
وفي مرة دخلت عليها أمها بشيءٍ تأكله تبسمت بالرغم من الدموع
آه يـــا أمي آه ....من يطفئ نار الشوق ومن يذَكّيها من يطفئ نار الشوق ومن يذكيها يا أمي الغصة في حلقي والقهر القاتل في صدري وبركان الحزن الساخط في قلبي والضعف المفرط في جسي ونار الشوق لهما تحرقني
آه يا أمي أسألك بالله يكفيني زادٌ في الدنيا وداع تكفيني حياة مافيها غير الدمع إتركيني فمصيبتي أقوى مني
لم تستطع الأم الثبات قبالة أمٍ خطفت منها يد الردى ما خطفت لتتركها جسدٌ يدور فيه الوجع المسموم بطعنات الحزن دوران الريح في الكهف الأصم لقد تركتها وخرجت لتخرج الأخرى في إثرها تحتضن شيئا بين ذراعيها تضمه لصدرها بوجع تدفن وجهها فيه وتبك بمرارة بشوق وحرقة لقد خرجت مسرعه لحقت بها أمها لتراها قرب الضريحين تبك بجنون تقبلهما بشوقٍ قاتل
أحبكما وأشتاق لكما طفلتاي ليتكما تعودان يحتاج لكما الصدر المثقل تبك وتبك وتحتضن ذات الشيء تضمه لصدرها وكأنها تريد إدخاله بين الضلوع تأخذ نفسا عميقا وهي تدفن وجهها فيه
وتبقى الدموع الهوجاء إعصارٌ لا يهدأ تجمع بعض الناس مذهولين من هول المنظر لا أحد يدري ماذا يفعل الجميع مشلول أمام هذه الأم المدمرة وأخيرا إقترب والدها حضنها وماتضمه
تماسكِ يإبنتي فهما في الجنه
نظرت لوجهه بدموع رجائها..آه يا أبتِ آه أحبهما وأشتاقهما أرني وجهيهما ولو للحظه دعني أحتضنهما بقوة أرجوك فلا أحد يذكي نار الشوق إلا الحب
رد الأب الحزين العاجز ... وهل يطفئ تلك النار عناقهما ياحبيبتي هيا معي إلى المنزل هيا
فقامت تسير معه ...أترى ياوالدي لم يتبقى لي من ذكراهما شيءٌ أحتضنه إلا هذا وفكت يداها تنشر ثوبها الموسوم بدمائهما وتهاوت على الأرض تطرقها بشدة لتنفجر روحها بصرخات الألم الذي يعتصر القلب
بالله عليك أخبرني ماذا جنينا من هذه الإنتفاضه حرق تدمير قتلٌ وتهجير تعذيب واناسٌ باتو على قارعة الطريق والقدس لاتزال اسيرة
والعرب يطرحوها على طاولة المفاوضات ...يبيعوها ويبيعوا كل فلسطيني ...ويقبضون ثمن دم الشهيد مالاً يجمد في البنوك واليهود الغرباء ينتشرون في أرضنا ينهبون خيراتها ويدنسون مقدساتها دون ردع
كداءٍ يتفشى في الجسد لايقمعه الدواء آه يا أبتِ أي مصيرٍ آلت إليه الإنتفاضه
فبكى الأبُ الحزين ...آه يا إبنتي مصيرها الهدوء جنايتها أمٌ مدمرة أبٌ شبه ميت وطفلتان تحت الثرى ترقدان ـ بيتٌ أحرق والنتيجة لاشيء خرجت فلسطين من القضية صفر اليدان
فصرخت مجددا تطرق الأرض بغضب ......كلا يا أبتِ لم ولن تخرج صفر اليدان قدس العروبة ستعود للإسلام وآلاف الشهداء سيروا هذا الثرى بطهر دمائهم وألوف من القلوب المحطمة كقلبي حتما ستسير في حشدٍ واحد للإنتقام سندوس على أعناقهم وندحرهم بعيدا بدمائنا ودموعنا سنطهر ذات الأرض من نجاسة خطاهم صدقني يا أبتِ
كانت تصرخ حزناً مع كل حرفٍ يخرج من صدرها المثقل وأخيرا حملت الثوب تقبله باكيه وفرت من المكان مع عذابها تصرخ لن يضيع الدم هدر
فرت تركض بالشوارع هائمة على وجهها تحمل في الصدر عذابا قهرا شوقا وحزن فرت تركض بالأزقه في عتمت الدنيا تطارد ذات الوجهين بذات البسمة تبحث عن روحين على الأرض وهي تدرك أنهما في السماء
أخذت تضم هذا وتبك على ذاك ثم تعود لتصرخ لا...لا...فأنا لا أريد إلا طفلتاي
ففي منتصف الليل والناس نيام سمع في الحي النائي صوت نحيب يتحول إلى صرخاتٍ تتحرر من بركان سخطٍ وغضب وبل هو بركان حزنٍ يتفجر في جسدٍ عاجز وروحٍ مشلولة .....
فزع السكان ليروا أقسى مما يتصور أي إنسن إنها إبنة الحي في حضنها طفلتاها وهي تصرخ بلا هوادة تداعبهما مرة وتصرخ منادية الأهل أخرى وتطلق الحزن المكبوت بصدرها بصرخاتٍ لايعلمها إلا الله
قهروحقد سخط ونقمة عذابٌ وألم ترى ماذا حدث هل أصابها الجنون ولكن كيف لاتفعل وطفلتاها الصغيرتان نعم صغيرتان بكل ماتحمل الكلمة من معنى إغتيلت برائة الطفولة في وجهيهما لقد قتلتا....!!!!!
ترى من الفاعل ولماذا..؟؟؟؟؟
أراد والدها الإقتراب فلطمت الوجه ونثرت شعرها وهي تصرخ لا إتركهما لا تأخذهما إنها الروح وهي قلبها لم تموتا بعد هناك أمل
أخذت تتوسل له بأن يتركهما ـ تأخذهما في حضنها تارة وتلقيهما أخرى تداعبهما مرة وتبكيهما مرات لقد إنهارت بكل المعاني فأخذت تنثر التراب في الوجوه من حولها وتصرخ
إرحلوا طفلتاي حيتان ....إلى أن تعبت فألقت بنفسها فوقهما تبكِ بمرارة بكاءٌ أشبه مايكون إلا بصراخ المفزوع وأخيراً بدأت تهدأ
إقتربت أمها أمسكت يدها تقبلها متوسلة بشدة أن لاتبعد الطفلتان عنها فرضخ الجميع لتلك الإرادة ـ دعيت لدخول منزل والدها فأبت إلا أن تحملهما هي
أخذت تترنح في مشيتها وتتمتم بصوتٍ جميلٍ وعذب وتغني لهما لئلا توقظهما فالليل في منتصفة
نعم إنها تغيب عن الوعي وكلما طال إحتضانها لهما زادت حالتها سوءً ولكن أقسى من القسوة إنتزاعهما منها أرسل في طلب الطبيب لعلاجها ولكنها رفضت ...
جلست في الغرفة وعادت لتلك الملامح البريئة تداعبهما وتبكيهما بهدوء ينذر بقسوة القهر الذي يجتاحها والذي لن تستطيع تحرير صدرها منه مهما صرخت ...أخذت تهذي تحاول وصف الحادث ولكن دون جدوى
عذاب الرحيل الماثل أمام عيناها أقسى من أن تحتمله ...وبدأت تصرخ وتتأوه من جديد عادت تشرح وجهها صدرها وكل ماتقع يداها عليه من ذاك الجسد المتهالك
تصرخ مع دموعٍ تحرق الحضور....قتلٌ وتعذيب ...موت قتلٌ وتعذيب حرام وتصرخ ـــــ ترى مالذي حدث ...؟
إنكبت تبكِ بجنون وتقبل تلك الوجوه لفترة ثم رفعت رأسها
أماه تقدرين مشاعر الأم يا أماه ....أسألك بالله لا يواروهما الثرى إلا بحضوري أرجوك وعادت تحتضنهما ثم مسحت دموعها ـ جلست هادئة نظرت لهما مبتسمة
حبيبتاي الرحيل وقع ولا محالة لكن لحظة الوداع لم تحن بعد لن أضيع الوقت هباء سأبقى أتأملكما حتى تبقى هذه الصورة رفيق عمري الوحيد في ذاك الدرب الحزين المظلم
أخذت تمسح الوجه والشعر لكليهما تقبل جبين هذه ووجنة تلك تبكِ على رأس واحدة وتتأوه على الأخرى وتضمهما لصدرها وتدرج الليل لحظةً تلو لحظة وتخشع لله تسأله أن يطول الليل قبل إنجلائة كانت هادئة في معظم أوقاتها ولكن الحزن المتدفق من عيناها الآة المنبعثة في كلماتها تكوي قلوب الحاضرين
كيف هي والقهر يحرقها ولما طلع النهار وبزغت الشمس نظرت في وجوهنا نظرت الضعيف الخائف من الجبار السارق
نظرت لنا وهي تضمهما لصدرها وصرخت لا لم يحن الوقت بعد إتركوهما معي حتى أتملى منهما جيداً حتى أشبع عطش القلب بهما فهما لن تعودا لي ولن أراهما مرةً أخرى إلا في منامي هذا إن غفت عيني أو رقد قلبي وسكن حزني الذي يثيره القهر فيزيد مرارته
حرامٌ عليكم إتركوهما فالنهار طويـــــــــل طويـــــــــل .....آآآآآآآآة ياليل الوداع كم كان قصير
آه أطلقتها تذبح القلوب تركوها فهي محقه ليل الوداع مهما طال فهو قصير إذ تودع هي فيه الأحبة وأي أحبة
مضى الوقت وهي تبكِ وتقبل تبكِ وتداعب مضت ساعات ثم آن الأوان وحلت اللحظات إقترب والدها وأحد أقاربه كلٌ يحمل جسداً فارقته الروح صغيراً ـ فبكت وسلمت بهدوء
مشت مع الجموع بين الطفلتين تقلب نظرها وتبك بألم يرافقها صمتٌ معذب وعندما حلت لحظة الوداع الأخير نظرت لوالدها
سامحك الله يا أبتِ لقد تعجلت لم يكتف منهما القلب بعد قبلت كلٍ منهما قبلة على الوجنات الوردية ثم اليدان ثم الجبهتان و أُخذت الأولى من حضنها نظرت لها وهي تبتسم دامعة ثم الثانية كانت تراقب مذهولة جف الدمع في عيناها وعقد لسانها بقيت مده على تلك الحالة ماثله أمام الضريحين ثم قامت مع الجمع عائدةٌ للمنزل ولما دخلته فك أسر الدموع وهي تنظر لأمها
أتعلمين يا أمي ....لم يبقى لي من ذكراهما إلا هذا الدم الذي يغرقني ـــ دخلت حجرتها القديمة بدلت ملابسها وجلست تبكِ بصمت بدت هادئة وكأن شيئاً لم يكن ولكن الطبيب حذر من أن تكون في حالة إنهيارٍ تام صامت كعذابها لذا يجب نقلها للمشفى
هناك بقيت أسبوع تعيش على المهدئ والمسكن ولكنها لا تنام ولا تكف عن الدمع الصامت
بعدها أعيدت للمنزل .... جسدٌ منهار قلبٌ مذبوح وصدرٌ مثقل بالقهر والحزن ولاشيء فيها إلا الدمع قبعت في غرفتها أيام وهي لا تكلم أحد وبل تبك بمرارة لا تنام فهي مشتاقة لا تنظر إلا لشيءٍ واحد لا يعلم سره إلا الله تمنع كل من يدخل حجرتها الإقتراب منه رغم ضعفها
وفي مرة دخلت عليها أمها بشيءٍ تأكله تبسمت بالرغم من الدموع
آه يـــا أمي آه ....من يطفئ نار الشوق ومن يذَكّيها من يطفئ نار الشوق ومن يذكيها يا أمي الغصة في حلقي والقهر القاتل في صدري وبركان الحزن الساخط في قلبي والضعف المفرط في جسي ونار الشوق لهما تحرقني
آه يا أمي أسألك بالله يكفيني زادٌ في الدنيا وداع تكفيني حياة مافيها غير الدمع إتركيني فمصيبتي أقوى مني
لم تستطع الأم الثبات قبالة أمٍ خطفت منها يد الردى ما خطفت لتتركها جسدٌ يدور فيه الوجع المسموم بطعنات الحزن دوران الريح في الكهف الأصم لقد تركتها وخرجت لتخرج الأخرى في إثرها تحتضن شيئا بين ذراعيها تضمه لصدرها بوجع تدفن وجهها فيه وتبك بمرارة بشوق وحرقة لقد خرجت مسرعه لحقت بها أمها لتراها قرب الضريحين تبك بجنون تقبلهما بشوقٍ قاتل
أحبكما وأشتاق لكما طفلتاي ليتكما تعودان يحتاج لكما الصدر المثقل تبك وتبك وتحتضن ذات الشيء تضمه لصدرها وكأنها تريد إدخاله بين الضلوع تأخذ نفسا عميقا وهي تدفن وجهها فيه
وتبقى الدموع الهوجاء إعصارٌ لا يهدأ تجمع بعض الناس مذهولين من هول المنظر لا أحد يدري ماذا يفعل الجميع مشلول أمام هذه الأم المدمرة وأخيرا إقترب والدها حضنها وماتضمه
تماسكِ يإبنتي فهما في الجنه
نظرت لوجهه بدموع رجائها..آه يا أبتِ آه أحبهما وأشتاقهما أرني وجهيهما ولو للحظه دعني أحتضنهما بقوة أرجوك فلا أحد يذكي نار الشوق إلا الحب
رد الأب الحزين العاجز ... وهل يطفئ تلك النار عناقهما ياحبيبتي هيا معي إلى المنزل هيا
فقامت تسير معه ...أترى ياوالدي لم يتبقى لي من ذكراهما شيءٌ أحتضنه إلا هذا وفكت يداها تنشر ثوبها الموسوم بدمائهما وتهاوت على الأرض تطرقها بشدة لتنفجر روحها بصرخات الألم الذي يعتصر القلب
بالله عليك أخبرني ماذا جنينا من هذه الإنتفاضه حرق تدمير قتلٌ وتهجير تعذيب واناسٌ باتو على قارعة الطريق والقدس لاتزال اسيرة
والعرب يطرحوها على طاولة المفاوضات ...يبيعوها ويبيعوا كل فلسطيني ...ويقبضون ثمن دم الشهيد مالاً يجمد في البنوك واليهود الغرباء ينتشرون في أرضنا ينهبون خيراتها ويدنسون مقدساتها دون ردع
كداءٍ يتفشى في الجسد لايقمعه الدواء آه يا أبتِ أي مصيرٍ آلت إليه الإنتفاضه
فبكى الأبُ الحزين ...آه يا إبنتي مصيرها الهدوء جنايتها أمٌ مدمرة أبٌ شبه ميت وطفلتان تحت الثرى ترقدان ـ بيتٌ أحرق والنتيجة لاشيء خرجت فلسطين من القضية صفر اليدان
فصرخت مجددا تطرق الأرض بغضب ......كلا يا أبتِ لم ولن تخرج صفر اليدان قدس العروبة ستعود للإسلام وآلاف الشهداء سيروا هذا الثرى بطهر دمائهم وألوف من القلوب المحطمة كقلبي حتما ستسير في حشدٍ واحد للإنتقام سندوس على أعناقهم وندحرهم بعيدا بدمائنا ودموعنا سنطهر ذات الأرض من نجاسة خطاهم صدقني يا أبتِ
كانت تصرخ حزناً مع كل حرفٍ يخرج من صدرها المثقل وأخيرا حملت الثوب تقبله باكيه وفرت من المكان مع عذابها تصرخ لن يضيع الدم هدر
فرت تركض بالشوارع هائمة على وجهها تحمل في الصدر عذابا قهرا شوقا وحزن فرت تركض بالأزقه في عتمت الدنيا تطارد ذات الوجهين بذات البسمة تبحث عن روحين على الأرض وهي تدرك أنهما في السماء
أخذت تضم هذا وتبك على ذاك ثم تعود لتصرخ لا...لا...فأنا لا أريد إلا طفلتاي
رشة عطر- مشرفه
- عدد الرسائل : 83
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالبة جامعية
نقاط : 102
تاريخ التسجيل : 20/03/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى